طباعة ايميل
ساق البامبو .. خيانة الرواية
حتى أكثر المتشائمين والمتوجسين من سطوة شركات الإنتاج وسمعة المسلسلات الخليجية المتردية لم يتوقعوا أن يصل العبث برواية (ساق البامبو ) إلى هذا الحد. فقد تم إتلاف الرواية وإبطال مفاعيلها الأدبية والفكرية والأخلاقية من خلال مسلسل غاية في السطحية والارتجال. وهي جناية فنية يتحملها في المقام الأول سعود السنعوسي، كاتب الرواية، المسؤول ضمن فريق العمل، عن معالجتها وتحريرها وتكويتها. حيث تغاضى عن ذلك التدمير الممنهج لروايته أمام عينه وتركها مستباحة بالشكل الذي بدت عليه. وقد كان من المفترض أن يكون أكثر وعياً وصلابة في الدفاع عن منجزه، والعمل على إبرازه بصورة تليق بمكانة الرواية في وجدان القراء الذين علقوا أمالاً كبيرة على تحويلها إلى عمل درامي. إقرأ المزيد...
طباعة ايميل
أفراح القُبّة ... دراما العبارة المحفوظية
أفراح القُبّة، مسلسل نخبوي إلى حد ما. فهو مأخوذ عن نوفيلا لنجيب محفوظ، مكتوبة في قالب مسرحي. وبتشيكيلة عباراتية شكسبيرية المنزع. كما أن المسلسل يقوم على البينصية، أي تفسير الواقع من خلال المسرح، أو مسرحة الواقع. بالإضافة إلى طريقة الإخراج المدهشة التي اعتمدها محمد ياسين. حيث العبث بالزمن. وإعادة تشييد المشاهد بشكل تكراري إلى الأمام للتنويع على وجهات النظر المختلفة. ومداخلة الأحداث ضمن رؤية فنية تخرج المسلسل عن الطور المألوف. إلى جانب ثقل العبارات والمفردات التي تكثّف الحمولة الدلالية للنص وتشتق جوهر الرؤية والعبارة المحفوظية. وهي مزايا أدبية تنتقي مشاهدها، وتنتخب متلقيها. على عكس الأعمال الدرامية ذات النص السردي الأفقي. الخالية من المفاجآت. المحتلة بشخصيات على درجة من العادية وبدون أي عمق نفسي إقرأ المزيد...
طباعة ايميل
مثقف الفترينة
كما أن للمحلات التجارية فترينات لعرض أفضل وأجمل منتجاتها، كذلك للأوطان واجهات عرض لإبراز أبهى أشكال الوجه الثقافي.وإذا كان المتاجر تجيد تزيين ذلك الصندوق السحري الفاتن، وتأثيث فضائه بما يغري ويقنع المتسوقين بارتياده، فإن المؤسسات الثقافية العربية تفشل في عرض أفضل منتجاتها الثقافية، وبالتالي تعجز عن تصدير صناعاتها الثقافية كما ينبغي. لأنها تكدس في مقدمة واجهاتها أردأ أصناف المثقفين وأقلهم قيمة من الناحية المعرفية والفنية. حيث تراهن على حجة شكلية فارغة، تشبه ما يسميه بودريارد بميتافيزيقيا المظهر الخارجي. الذي يتشبّه بالثقافة ولا يمثلها. بالنظر إلى كون الطابور الذي يحتل مقدمة المشهد هو أكثر الأشكال سطحية وخواء. إقرأ المزيد...
طباعة ايميل
العقل النقدي المغاربي
الامتيازات إذ تتحول إلى اتهامات
في لقائه مع محمد الحمامصي في ( العرب ) تطرق صلاح فضل إلى عدد من القضايا الثقافية المحورية في المشهد الثقافي العربي، وطرح مجموعة من الآراء الهامة. إلا أن المفصل الذي استوقف المهتمين تمثل في هجومه على النقاد المغاربة والتونسيين والجزائريين. حيث أسبغ على بعضهم تهمة ( الولع بالغموض الشديد جداً فأبسط المناهج اليسيرة الجميلة تتحول في قلمه إلى لوغاريتم يصعب فك لغزه ). كما قلّل من القيمة المعرفية لفصيل آخر فاعتبره مفتقداً للبصيرة النقدية التطبيقية إذ ( ليس لديه قدرة كبيرة على الاستيعاب النظري والتطبيق العملي ). فهم من وجهة نظره ( يتملكون زمام الأفكار الكبرى لكنهم لا يعرفون ـ في مجملهم ـ كيفية تبيئتها ولا تطبيقها على الواقع الإبداعي. أما المبدعون منهم - برأيه ( فيحتاجون إلى مثقفين مشارقة لكي يضيئوا أعمالهم، لأنهم قد يتملكون زمام الأفكار الكبرى لكنهم لا يعرفون ـ في مجملهم ـ كيفية تبيئتها ولا تطبيقها على الواقع الإبداعي ). إقرأ المزيد...
طباعة ايميل
ساق البامبو .. بين التلقي القرائي والدرامي
عندما صدرت ( ساق البامبو ) استبشرت وكتبت حينها بأنها رواية صالحة وجاهزة للتحول إلى عمل درامي. حيث وصفتها آنذاك بأنها ( نص درامي جاهز للترحيل مباشرة إلى الشاشة ). وذلك من منطلق كونها قطعة أدبية تعادل الوثيقة الانسانية. وتتوافق بشكل كبير مع مفهوم الدراما الذي رسم معالمه مارتن إسلن. أي ( كسجل اجتماعي يؤرخ للظواهر والتحولات ). فهي كرواية تختزن في طياتها تقنيات الاتصال الدرامية بين البشر. حيث استطاع سعود السنعوسي تحويل مجمل الأفكار والتصورات المجردة التي ابتنى بموجبها روايته إلى علاقات انسانية نابضة. إقرأ المزيد...
طباعة ايميل
لعبة المركز وأطرافه
تُثار بين آونة وأخرى قضية المركز والأطراف. مع زعم بانهيار عواصم الثقافة العربية على إيقاع صعود عواصم الظل والهامشالثقافي. بمعنى أن المعادلة قد تغيرت لصالح الدول الخليجية وانحسار الدور الأدبي التنويري الذي اضطلعت به مصر ولبنانوالعراق وسوريا والمغرب. لدرجة أن هذا الوهم تحول لكثرة الطرق عليه إلى حقيقة أشبه ما تكون بالبدهيات المتبناة من قبل دوائرومؤسسات ثقافية ومن مثقفين أيضاً. وقد زاد من قناعة بعض المهجوسين بتثبيت هذا التصور المراوغ ما تعرضت له مضخات الفكروالإبداع العربي من ويلات ونكبات على أرض الواقع. حيث صارت محلاً للاقتتال وما تبع تلك الحروب من أزمات اقتصادية وتمزقاتاجتماعية أصابت البناء النفسي والأكاديمي في العمق. إقرأ المزيد...
طباعة ايميل
درس بليغ من روائي ناشيء
بمنتهى الوضوح والتواضع يقول امبرتو ايكو في كتابه ( اعترافات روائي ناشيء ) الذي نقله إلى العربية سعيد بنگراد، بأنه لا ينتمي إلى زمرة الكُتّاب الرديئين الذين يزعمون أنهم لا يكتبون إلا لأنفسهم. فهذا إدعاء محض لا محل له في العملية الابداعية. ثم يكمل بعبارات تحليلية لاذعة لتجريد الكاتب من أوهام ذاتيته الفارطة ومحاولاته الاستعراضية لتأليه نصه ( فما يكتبه كاتب لنفسه هو فقط لائحة المشتريات التي يلقي بها أرضاً بعد شراء أغراضه. أما ما يبقى، بما في ذلك لائحة الملابس المعدّة للغسيل، فهي رسائل موجهة إلى شخص آخر. لا يتعلق الأمر بمونولوغات بل بحوار ). إقرأ المزيد...
طباعة ايميل
توطين المحرر الأدبي
كلما أثير موضوع غياب المحرر الأدبي في الثقافة العربية تداعى الكُتّاب إلى الاستشهاد بإسهامات ماكسويل بيركنز الذي أقنع دارالنشر ( سكربنرز ) بأهمية كتابات آرنست همنجواي. لدرجة أنه صار لازمة في مجمل التحقيقات والحوارات الصحفية. حيث يُقدم كدليل على أهمية وجود المحرر الأدبي. وهو استدعاء مستوجب، إلا أنه لا يتردد في الأوساط الثقافية العربية وحسب، بل في الثقافة الغربية أيضاً. إلى الحد الذي صار فيه الروائي جورج مارتن، مؤلف المسلسل الشهير ( لعبة العروش ) يسخر من أولئك المحررين الذين يكثرون من الاستشهاد به لتعزيم مواقفهم. فهم من وجهة نظره يعانون من الإصابة بما سماه متلازمة ماكسويل بيركنز.
إقرأ المزيد...
طباعة ايميل
النقد السينمائي الأيدلوجي
من يشاهد فيلم ( الصبي ذو البيجاما المقلّمة ) The Boy in the Striped Pajama المقتبس من رواية الايرلندي جون بوين، لا يمكنه أن ينسى سُحنة ومسكنة وعذابات الصبي اليهودي ( شمول ) ببيجامته المقلّمة البالية. المقيم خلف السياج الحديدي المكهرب لمركز إعتقال نازي. ولا يمكنه إلا أن يصاب بالألم والحسرة في نهاية الفيلم عندما أُعدم هو وصديقه ( برونو ) إبن ضابط النخبة النازية ( رالف ) الذي يدير ذلك المعسكر بالخطأ في غرفة الغاز. حيث يسفر الفيلم عن نواياه الغائرة بمحاكمة النازية تحت غطاء إنساني، ككل الأفلام التي تنوّع على الهولوكوست. إقرأ المزيد...
طباعة ايميل
مجسات النص الروائي
الرواية بمثابة التاريخ الوجداني للمجتمع أو الأمة. ومن هنا تأتي أهمية والتباسات التماس مع ذلك التاريخ المعقد. لأن التعرف علىأهم وأفضل الروايات في أي مشهد ثقافي مهمة ليست سهلة. فالمشهد الثقافي دائماً يتلوّن بأشكال المراوغة المجتمعية التي تقومعلى التقديم والتأخير والتبجيل والتبخيس بمقتضى حيل دعائية ووجاهية. ويعرض في واجهته، لأسباب لا ثقافية، ما قد تظنه المعيارالحقيقي للكفاءة الروائية. ولذلك يدخل الباحث القادم من خارج الحالة إلى غابة الأسماء والعناوين بمزيج من الفضول والإرتباكوالتوجس، تسبقه الإشاعات والترشيحات والترجيحات المملاة من الأصدقاء والمهتمين والرافعات الإعلامية. ليجد نفسه بعد أولالخطوات داخل متاهة فيها الكثير من التناقض والمبالغات والزيف. الأمر الذي يدفعه للسير بخارطة طريق غير مأمونة النتائج.
إقرأ المزيد...
|