المشهد الثقافي ليس بخير .. المبدع فيه هش وقصير النفس

يعتقد الناقد محمد العباس بأن المشهد الثقافي مضلل بأكذوبة الريادة، والحداثة المنقوصة.. ويرى بأن خطاب الظل هو المؤهل لاحداث شيء من الزحزحة. ويعتبر ان مايحدث في الساحة الادبية الان هو الزيف كما يتبدى في المزاعم والادعاءات والشخصنة البغيضة. كل هذا كان متوقعا فالبعض كان يسرح ويمرح بادعاءاته حتى صار مرجع نفسه ولا أحد يريد أن يسائله حتى توهم أنه صار صنم الحداثة بكل استفحاله ونسقيته. ولأن لمحمد العباس حضوره النقدي الفاعل في المشهد الثقافي كان للاقتصادية هذا الحوار :

لا ادري معك كيف ابتدئ ولكن اسالك كيف بدأت رحلتك مع النقد .. لماذا كنت ناقدا وليس شيء اخر ؟
- صدق أن النقد ليس خيارا، انه قدر يبدأ مع الانسان منذ طفولته، النقد يختارنا في أغلب الأحيان ولا نختاره فهو أشبه بالطبع أو العادة العضوية. ثمة شيء من الدهشة دائما في نفسي، وخشوع مزمن أمام الجمال، ورغبة عنيدة لتعديل الاعوجاجات. شيء من عدم الرضا عن أشياء كثيرة. ربما يحقق لي النقد ذلك المزيج الفاتن من الفكر والجمال، فالناقد مفكر مهووس بالفكرة المغلفة في قالب جذاب. أهوى هذا السبر لأعماق الحالات والشخوص. يستهويني التلاعب بالمواقع، أي أن أشعرن الفكرة وأفكرن الابداع. وهنالك مجس غائر في داخلي دائما يناديني لجس الوجود بالحواس، أتمنى أن أقرأ الوجود بكل حواسي، وأظنه حالة من الطفولة الأزلية.


الان هاجسك كيف يتشكل اتجاه المشهد الثقافي .. هل مشهدنا بخير .. ام هو يتوجع في صمت .. كيف تراه بحسك النقدي ؟
رغم الانتاج الكمي الا أن مشهدنا الثقافي ليس بخير، فالمبدع في أغلب الأحوال هش، قصير النفس، ويفتقر الى التجربة والحياة القابلة للتحول الى شكل ابداعي. هنالك ذوات تحاول الحضور ولكن بمنسوب وعيها للكتابة والابداع بشكل عام، كما أن المشهد مضلل بأكذوبة الريادة، والحداثة المنقوصة، وسلسلة من أوهام الثقافة الرسمية والمؤسساتية. عافية أي مشهد يمكن قياسها بجودة الانتاج وكميته، وما نتلقاه لا يرقى الى مستوى التأثير. النساخ أكثر من المبدعين في كافة الفعاليات، ويبدو اني سأظل أعمل بما يشبه المهماز بحثا عن متكئ للحوار، فكما تلاحظ تتولد الظواهر، تنمو وتموت ولا تجادل، ذلك هو ما يصيب المبدع أحيانا باليأس والاحباط واليتم ، وهو ما يصيب المشروع الثقافي بالاكتهال ثم الشيخوخة، والمشكلة أن المشهد لا يقر بأهمية الناقد أو ربما يريده وفق مواصفات تعاضد منتجه ولا تمارس أي شيء من تقويمه أو حتى مساجلته.


كناقد انت تمضي في طريق الصرامة النقدية .. هل تعتقد ان صرامتك يحتملها المبدع .. وهل لك خيار اخر في خطواتك النقدية القادمة ؟
الصرامة النقدية عبارة منحازة بعض الشيء ، فما أسهم به هو شيء من المناقدة الصريحة، اعتبرها مرآة ضرورية منصوبة باصرار أمام المشهد حتى وان لم يرغب المبدع في تأمل الهيئة التي يبدو عليها، أتذكر هنا قصة القائد شامل الذي منع الشعر وعندما جادله البعض في هذا المنحى المتعنت أجاب بأن الشاعر الحقيقي لن يخاف تهديدي وسيكتبه، أما الشاعر المزور وهذا ما قصدته فسوف يخاف ويخرج من الابداع. الناقد ليس سيفا مصلتا على أحد، بل أن الفعل النقدي لا يقوم أصلا الا على الحب، فأن تقارب نصا يعني أن تتفاعل معه بحب، أما عندما تتجاوز أي نص فهذا يعني عدم وجود ما يغري بالتماس معه. لا غنى لأي مشهد عن النقد وكل تلك الحيوية في الآداب الأخرى مردها الايمان بضرورة النقد، ولكن هنالك من يريد أن يهب الناقد مهمة تسليع المنتجات الأدبية، ولا أظنني أقدر على هذا التضليل.


منذ فترة طويلة صدر لك كتاب سادنات القمر والى الان لم نجد صدى حول هذا الكتاب .. بماذا تفسر حالة الصمت اتجاه سادنات القمر ؟
الكتاب يتحرك ببطء، وهو لم يصل حتى الآن الى المكتبات ومن وصل اليهم كان بجهود خاصة، ولعل صدوره من ذات لا تقف خلفها مؤسسة يفسر شيئا مما أردت، للتوزيع دور في هذا بالتأكيد، وقد حظي الكتاب بتغطيات صحفية إخبارية كالعادة ، لكنه لم يدخل حلبة السجال ، كما نشرت بعض المجلات فصولا منه آخرها مجلة " أحداق " وقدم له مؤخرا عزت عمر في بيان الكتب بعد أن وزع في معرض الشارقة. لست مستعجلا على انتشاره فبالتأكيد سيأخذ حقه شيئا فشيئا، ولست مستغربا لهذا البطء والتجاهل فأنت أعرف بعافية الثقافة.


الصراع الذي كان يؤجج المشهد الثقافي لم يعد موجودا .. وعلى افتراض ان احد اللاعبين المهمين انسحب من المشهد .. الان كيف نعيد الصراع من جديد .. وكيف يتشكل ؟
الصراع بمعنى الاختلاف ضرورة لأي مشهد ثقافي فعلى أديمه تتولد الأفكار والتناقضات ويتحرك الفعل الثقافي بتكرارية الى الأمام. أما ما نقاربه في مشهدنا فليس من الثقافة، وما هو الا عناوين باهتة لفعل ثقافي لا تربطه صلة بما يحدث داخل المستوى الاجتماعي والسياسي. هنالك ما يشبه الانفصال بين المبدع ومحيطه، وهو ما يولد نصا غائبا، ومتنصلا عن مستوجباته. لا أحد يريد أن يحاور ولكن الجميع يتحدث عن أهمية الحوار. هنالك اختلال في البنى والمؤسسات وحتى في طبيعة التكوين الثقافي للمبدعين. المجتمع لا يحتمل مزيدا من الاعتراكات، والمؤسسات تريد أدبا أليفا لا يشاغب، والمثقفون يكتفون بفتات معرفي ووجاهي ولا رغبة لهم بالدخول في مجابهات تسلب منهم مكاسبهم خصوصا أولئك الذين تمترسوا بالمؤسسات، خطاب الظل هو المؤهل لاحداث شيء من الزحزحة.



النساخ أكثر من المبدعين ... لماذا تتزايد هذه الحالة في مشهدنا الثقافي ؟
الابداع حياة وما يفتقده المبدع في مشهدنا هو ذلك التجابه الحقيقي بمستوجبات المكان واللحظة، وعليه يعيش أغلب المبدعين في أوهام المقروء، ويتعيش أغلبهم على النهب من الآخر دون وجود ضوابط أو حالة من التكاشف على الأقل حول حقيقة المنتج وأصالته، وأيضا بسبب هامشية الفعل النقدي وغياب دور القاريء النوعي الفاعل المنفتح على الثقافات، بالاضافة الى اختلال تكويني لا زال يمكثنا في خانة الأطراف قبالة المركز المنتج للجديد والمغاير والصادم من الألوان الابداعية، ولذلك يمكن ملاحظة المرجعيات الضاغطة على شكل الابداع المتولد في مشهدنا، سواء بالنسبة للسرد أو الشعر أو حتى التشكيل فكل تلك الضروب مرتهنة لاستقطابات عربية حتى ما يسمى بثقافة الصحراء التي نادى بها طه حسين كمرجعية مستقلة لأدباء الجزيرة العربية منذ زمن لم تتحقق حيث يبدو المنتج الابداعي منحازا عن هذا النسق أو مكتفيا بالترديد اللفظي لمفرداته، فأصالة الابداع تكاد تكون منعدمة سواء على مستوى المضامين أو من زاوية المنظور الجمالي، وبالتأكيد يمكن تسمية حالات وأسماء ولكن ذلك يحتاج الى وقفة تفصيلية أمام كل حالة على حدة، وهذا لا يعني أيضا عدم وجود استثناءات واجتهادات آخذة في التبلور بمعزل عن ضجيج النجومية.




خطاب الظل هو المؤهل لاحداث شيء من الزحزحة.... هل نتوغل في هذا الخطاب الذي تعنيه وكيف هي ملامحه وكيف يتشكل ؟
خطاب الظل ليس بالضرورة فعلا ثقافيا مضادا للخطاب الأول أو الخطاب المؤسساتي، أو على الأقل هذا ما يبدو عليه الآن، فهو خطاب آخذ في التشكل بعيدا عن اروقة الجامعات والأكاديميات، وبمعزل عن وصاية المؤسسات كما تتمثل في الأندية الأدبية مثلا وبقية المتوالية الرسمية، فهو خطاب يجد حراكه في المقاهي، وضمن الشبكة الالكترونية، وحتى ضمن حلقات بينية على شكل تجمعات صغيرة تتنادى فيما بينها للإفصاح عما لا يتسع له المنبر الرسمي، حيث يتحقق الحوار الفعلي ويمتلك كل واحد صوته. في تلك الفضاءات تتداول الثقافة كشكل من أشكال الحياة وكسلوك وليس مجرد مقرر مدرسي، وعليه يمكن القول أو هذا ما أجد نفسي فيه على الأقل أن هذه المتكآت الموازية للمنابر الرسمية يمكن أن تحتوي العدد الأكبر من الناس بحيث تتنازل الثقافة ضمنها عن مرقاها كبنية فوقية لتؤسس بناها التحتية، وبحيث تكون الثقافة حالة مشاعة ومتداولة من قبل الجميع. في المقهى مثلا نتحدث بشكل أكثر حرية وبمنسوب من الديمقراطية يفوق ما يتيحه لنا المنبر المؤسساتي، كذلك في النت لاحظ الأصوات التي تتولد ضمن تلك البيئة فهي تفسح المجال بشكل كبير حتى للأصوات النسائية المحرومة من التمثل في المنابر المحجوزة لحراس الأدب، وحتى التجمعات الصغيرة لديها من البرامج ما يفوق جمعيات الثقافة والفنون من حيث الترتيب والجدية وحتى عدد الجلسات طوال العام، وتبقى مسألة على درجة من الأهمية وهي حالة الشد بين الخطابين فالمقهى مثلا ليس مجرد فرصة للاسترواح انه سلوك ثقافي بامتياز، لكن الكثير من الأسماء الفاعلة لا زالت تتجنبه بالنظر الى عدم ترسخه كفكرة ثقافية، ولأسباب سوسيو-ثقافية كثيرة، وعلى ذلك أظن أن الجيل الابداعي الجديد سيكون أقدر على التعاطي مع هذا المعطى الحضاري بالاضافة الى النت ايضا فهنا تكمن أحاريك المستقبل الثقافي وليس في الأروقة البيروقراطية، حيث يمكن تجاوز جملة من التابوات.


لنذهب الى النت واسألك : كيف ترى ما ينتج ابداعياً من خلال النت . وهل تتفق معي ان التماثل قد يحدث بين الواقع وبين ما ينتج نتياً . اعني ان اسر التابوات قد يتمدد من خلال الفضاء الاكتروني ؟
ربما يقود هذا الى استكمال شيء من مستوجبات خطاب الظل فالبتأكيد يتحقق في النت ما لا يمكن في الصحافة الثقافية مثلا، حيث هامش الحرية الواسع وتعدد الأصوات وشكل الحوارية، والأهم أن النت كبنية ثقافية قد تتهابط الى مستوى السوقية، ولكنها من جانب آخر تلغي حالة النفي التي يقوم عليها أدب المنابر المؤسساتية الفاصلة بين الانسان ومنطوقه، بمعنى أنها تعيد صياغة الفعل الثقافي وفق بنائية الهرم أو تعديل قاعدته، فالثقافة كما نتلمسها اليوم تصنع وتدبر داخل المنابر والأكاديميات والمؤسسات بما هي القمة أو العقل المفكر، ثم تبث كاملاءات الى القاعدة العريضة لتستهلكها، وهو ما يشير الى اختلال فالثقافة النتية وملحقاتها تعمل في الاتجاه المضاد، أي تبدأ من القاعدة الشعبية أو الجماهيرية حتى تستوي ضمن جدلية تفاعلية بملمح نوعي. ولا شك أن ثمرة النت الابداعية لم تقطف بعد فهي في بواكيرها، صحيح أن هنالك من أتقن الفعل الابداعي من خلالها ولكن ليس الى الدرجة التي يمكن من خلالها الادعاء بصناعة اسم ابداعي عابر للجغرافيا والثقافات، وبالتأكيد لا يمكن اغفال دورها الفاعل في احداث حالة من التواصل الابداعي الواسع، وتوفير مادة ثقافية حية ، والأهم أنها ساهمت في الكشف عن امكانات ثقافية مذهلة مقابل أوهام وادعاءات مكرّسة، فهنالك فئة خرجت من عطالتها لتتواشج مع هذا المنتج الحضاري، وبشيء من المحايثة البنائية يمكن القول أنها المنجز الذي يمكن أن يتجاوب مع منطق ومستوجبات الجيل، فهي فعل ثقافي يحدث في المستقبل.

الحداثة تأكل ابنائها كما هي الثورة .. مالذي يحدث في الساحة الان .. رموز الحداثة يتبادلون التهم وكلٍ يشكك في حداثة الاخر !! هل ترى هذا افراز طبيعي لكل ارتباكات الحداثة التي كانت ؟
انها انتحابية متأخرة لآباء الحداثة وأيتامها، أجل حداثة حاولوها بحذر وخوف وتلفيق ووعي قاصر وادعاء، وقد غادروا قاطرتها قبل مسيرها، هؤلاء هم حراس الحداثة الذين تمأسسوا منذ زمن بعيد، واليوم كل يحاول تأكيد تلك الأبوة. أوليست الحداثة هي الحضور على خط الزمن ، وأن فكرتها تكمن في التأكيد على أن الانسان هو ما يصنعه!؟ فاين كل ما يجري من هذا المكمن الحيوي. كل ما يحدث من تراشق يقع خارج هذا الفعل الانساني العابر للأنساق والثقافات والتقاليد والأعراف والأمكنة. انه الزيف كما يتبدى في المزاعم والادعاءات والشخصنة البغيضة. كل هذا كان متوقعا فالبعض كان يسرح ويمرح بادعاءاته حتى صار مرجع نفسه ولا أحد يريد أن يسائله حتى توهم أنه صار صنم الحداثة بكل استفحاله ونسقيته. كان من المفترض أن تجادل تلك المرحلة وتحقيباتها بموضوعية وليس كرد فعل وبهجائية شخصية. كل ما يحدث اليوم من تلاسن جاء نتيجة طبيعية لطبيعة الاستغفال الذي مورس على الجميع، ونتيجة منطقية لغياب الفعل الثقافي الجاد وتراجع المشروع الثقافي لصالح الفرد، لاحظ ما يحدث اليوم من تسميات تصعيدية لبعض الرموز والاصرار على تتويجها بلقب المفكر والفيلسوف. انه تأسيس لأكذوبة جديدة في مشهد بلا قضية ولا مشروع ثقافي يحايث فعل التنمية. انها حالة مركبة من خيانة المثقف لعناوينه وشعاراته، واستتاباته الدائمة لنفسه. وكالعادة هذا الذي يجري سيختطف من المثقفين ليتحول الى مادة للتشاتم الصحفي الى أن تستفرغ شحنة الأمراض والأوهام، والا كيف تتوقع الحداثة من أسماء مستنقعة في بلادات الأندية الأدبية، التي تبدو كمأوى للمتقاعدين ابداعيا، وما الذي تتوقعه من ذوات تصنف ذاتها ومنجزها فوق النقد!؟

وهذا التلاسن الذي يحدث الان بين حراس الحداثة كما تصفهم هل يبشر بفعل ثقافي جاد وهل يثمر بصياغة جديدة للمشهد الثقافي؟
لا أعتقد ذلك فالمهاترة الحاصلة لا تحمل عنوانا موضوعيا بقدر ما تتهابط بالعقل والذوق الى مستنقع فيه من الادعاءات والمزايدات، فهذا هو عنواننا الثقافي اليوم للأسف، في مشهد لا يعرف كيف ينتج أسئلته، أو ربما لا يريد ، وسرعان ما يحول أي اختلاف الى صراع وعداوات، والمشكلة تكمن في ذوات تضيق بالنقد، ولا تتصور الفعل الثقافي خارج مرئياتها، حتى الاختلاف ما هو الا فسحة لاعادة انتاج نفس الأسئلة بحلقوية وأفقية ساذجة، وفرصة لخلق جو من العداء لكل ما هو ثقافي وابداعي، وأعتقد أن بعد هذا الضجيج والاعتراك ولا أسميه قضية، كالعادة سيتقلص هامش الحرية الثقافية ، ويعاد ترسيم الخطوط الحمراء ، لترفع أسماء جديدة منتخبة فوق النقد، ويبدو أن بعض مثقفينا لا يدكون أن كل مهاتراتهم باتت مقروءة عربيا وأن الأسماء التي كانت صغيرة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي قد كبرت وصارت تتمتع بسمعة ثقافية ومن السذاجة التفريط بها في ثارات شخصية ، ولا أدري بصراحة لماذا ينحاز بعض مثقفينا عن قضايا الابداع وعن متطلبات الوعي الثقافي والمهنية والاكاديمية الى محدودية ونرجسية الرأي. أعتقد أن للأمر صلة بأصالة المثقف وبشروط تولده التاريخية والاجتماعية والسياسية بطبيعة الحال. وكل هذا يمكن أن يثمر عن شيء اذا تجاوز الجميع ذواتهم المنتفخة بوهم الريادة والفرادة والتوجه الى موضوعية السؤال، فهنالك الكثير مما يتوجب مجادلته ثقافيا، لاحظ أن بعض الأسماء المتساجلة حول الحداثة قد استجابت الى طقس الحوار والاصلاح السياسي فانزاحت عن الثقافي بشيء من التلفيق ومحاولة اللحاق بقاطرة أخرى متحركة، انها الانتهازية بمعناها وواقعها العملي وليت هذا التدافع نحو السياسي يأخذ عنوانا أعمق بمعنى أن يحايث السياسي الثقافي ويجاوره كسؤال لتجذير الوعي الثقافي بمفاهيم السلم الاجتماعي والمجتمع المدني والمواطنة الحقة، فها هنا يكمن جانب من الأسئلة الثقافية المستوجبة.


عودة للرئيسة