طباعة    ايميل

الكاتب سارقاً


مضاعفة هي الإستعارة التي ارتكبها قاسم حداد في مخاطباته " أيقظتني الساحرة " فلم يكن بحاجة إليها – أي الساحرة - لإيقاظه ومكاشفته بما يعلم " ليس الكلام في الكتب، الكلام في الناس ". ولكنها متطلبات الفيض الشعري. أجل الشعر الذي يقوم على رفع سقوف المجاز إلى شواهق لا نهائية، وتجريد المحسوس والمرئي من الحالات والأماكن والشخوص، أي اقتناص حياة الآخرين وتنضيدها في كلمات تهبط بقائلها إلى عمق ذاته، وإعادة صياغة تلك العلاقة داخل اللغة، فالناس هم العنصر الأهم في الحياة

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

مخابئ وليد مسعود

من العبث النقدي " البحث عن وليد مسعود " خارج الشخصيات المساندة، فقد جردّه جبرا ليبقيه عصيا على " التسميةّ ". وبين طيات الرواية شخصية لا تقل أهمية عن " وليد مسعود " مصممة لتعيش حالة من التنادد مع الشخصية المحورية، وتشخيص حال مثقفين، يبنون خطابهم على مستوى ردات الفعل، وهجاء الآخر، والتقليل من قيمة أي شيء. أولئك الذين كانت " الكلمة " قدرهم العجيب، لكنهم عجزوا عن أن يكونوا جزءا من لحظتهم، فلاذوا بفروسية وهمية، ورؤى نحبوية غامضة، حتى تقزمت مواهبهم ازاء ضخامة الفواجع، فأنتجوا برثائية بائسة منظومة قيم مسكينة، صادرة عن هزيمة في الحياة

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

عفواً كونديرا، الحياة والرواية أيضاً في مكان آخر

في الذكرى الاربعين لتأسيس منظمة العفو الدولية تداولت الاوساط الثقافية صورة فوتوغرافية هي عبارة عن ملصق (بوستر) لحزمة أقلام مختلفة الأشكال والاحجام، ما بين الحبر والجاف والرصاص، وقد كتب أسفل الصورة "اذا كنت تمتلك واحدة من هذه الوسائل البسيطة فبإمكانك تحرير انسان" في اشارة الى اهمية الكلمة للدفاع عن المضطهدين، وللتأكيد على ان الكتابة الحقيقية هي التي تحدث داخل جواهر الاشياء، حيث لا يمكن لكاتب شاهد على عصره أن ينجو بكلمته من سلطة مكانه وزمانه.

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

ليس أكرم عبدالفتاح...
الرويشان هو الذي فجّر الملتقى!!


لا شك أن قصيدة أكرم عبد الفتاح " لأنك تكفر بالفرعنة " المهداة إلى صلاح الدين الدكّاك، أسهمت في تفجير ملتقى صنعاء الثاني للشعراء الجدد، الذي تأكد من خلالها فائض الإحتقان السياسي في الشارع اليمني، أو هذا ما استجلبه أكرم إلى النص ثم قذف به الجمهور " ساخرا من أعلى سلطة رسمية ورمزية في البلاد وأعياده اليوليوية " حيث شبهها بـ" سروال عاهرة فوق سيارة الجيش، يهزأ بالعلم الوحدوي " ومتأففاً من الحديث عن " وطن للحصان وللبهلوان وللخطب العسكرية والقائد الفذّ... إذ يستر الضرط بالحنحنة

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

مديح " المقايل  " القاتلة


بانتشاء واضح، عبر الدكتور كمال أبو ديب، أستاذ كرسي الأدب في جامعة لندن، عن سعادته بالتكريم الذي تلقاه في ملتقى صنعاء الثاني للشعراء الجدد. وبعد أن شكر الجميع وجه تحيته لمقايل ( مقيلات ) صنعاء التي علمته كيف يصغي، ويتكلم، وكيف يصبح إنسانا، على حد قوله، أو هكذا بالغ في تبجيل السلوك والطقس والعادة بلفظتها الشعبية، ليغادر بعد ذلك إلى بريطانيا حيث يقيم ويمارس التدريس في عاصمة من عواصم المعرفة والحداثة، ويترك اليمني المقهور يعتلف عجائن " القات " الخضراء في نوبات يومية، لا يختلف أحد على آثارها النفسية والمادية

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

العقل الشعري


الشعر والفكر أشكال غير مستوفاة، إذ لا نعثر على الإنسان الكامل في الفلسفة، ولا نعثر على كلية الإنسان في الشعر، ولكن يمكن العثور مباشرة على الإنسان الملموس الفردي في الشعر، مقابل انوجاد الإنسان بتاريخه الشمولي في الفلسفة. هذا التباعد بين الذاتين الشاعرة والمتفلسفة، الذي لم يتوحد إلا في استثناءات ابداعية قليلة كنيتشة مثلا، هو الذي دفع ماريا ثامبرانو، في كتابها " الفلسفة والشعر " لمحاولة التقريب بين شخصيتي الشاعر والفيلسوف، فيما أسمته " العقل الشعري

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

نص مخدر بأفيون الأدلجة


في مجادلته التحليلية لشعراء ايران، جعل داريوش شايغان من منسوب الأيدلوجيا في النص الشعري معياراً لجودة الشعر، وقد مثل بقديمهم حافظ الشيرازي وحديثهم سهراب سبهري، ليستنتج أن النص الشعري الجيد هو الذي لا تفوح منه رائحة الأيدلوجيا، أو ذلك ما سماه " أفيون الأدلجة " الذي يفتك بالثقافة أو الحضارة عموما، وتتسرب أمراضه الجمالية والمضمونية إلى النص الأدبي، وهو ما يعني الحاجة لقراءة دستة من القصائد النوعية لطرد الإحساس المقيت بعد قراءة قصيدة مشبعة بالصراخ الأيدلوجي

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

نثر يرقص على المنصة


ما أن يرفع الشاعر صوته حتى يصبح دجالا. أظن أن عبارة ويستان أودن هذه بحاجة إلى استكمال، أو توضيح، وربما إستدراك ببعض الإشتثناءات لمقاربة الشعر في واقعه كنص مكتوب، وعند تحوله إلى حدث لساني، فليس كل من استزرع نصه بالانفعال، أو بالغ في إبانة صوته والتلويح بذراعيه، تجاوز مهمة " الإلقاء " إلى استعراضية " التمثيل " فإيصال الشعر يستلزم تلوين العبارة الشعرية وفقا لما تختزنه من معنى، بهبوطاتها وصعوداتها اللفظية والحسية والدلالية، بمعنى ضرورة التشديد على التجسيم الصوتي والحركي ليصل النص كما عاشه وكتبه الشاعر، تعميقا لسلوك القراءة كما تفترضها شعرية النص

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

( الحب .. واقعة لغوية )
العاشق تحت وطأة الإنغرام بمفردة


مهما بلغت المفردة من الشاعرية تظل محملة بمنسوب من المضامين العقلية، فالمعنى الإنفعالي لأي كلمة يعكس في طياته حنينا عاطفيا، على اعتبار أن اللغة لا تختزن وتنقل المعرفة وحسب، بل تعمل كقنطرة شعورية لتوصيل الأحاسيس، وتأصيل السلوك العاطفي، أو هذا ما يقره علم النفس اللغوي، من خلال الربط بين الوعي واللغة، فكل الرموز المادية التي يهبها الإنسان معنى من خلال تواصله اللفظي بها، تلتصق به عبر معطيات معرفية وانفعالية، حتى تتحول إلى بصمة مثقلة بالدلالات، تضع الكائن تحت وطأة الإنغرام بمفردة

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

جنون نيتشه ... حزن كف عن التطور!!


المستقبل سيقسم الماضي إلى ما قبل نيتشه وما بعده. والكلام ليس مستلاً من دراسة لأحد الباحثين بل جاء كمقولة على لسان نيتشه نفسه المعروف بمأثوراته الصاخبة. وهذه العبارة المتطرفة ليست الوحيدة في تاريخه القائم على الإعتداد بالنفس، والإعلاء من شأن آرائه الفلسفية، فقد كتب لكارل فوش ذات شطحة انفعالية بأن " العالم سوف يشهد انقلابا، وسأحكمه بأفكاري ". وطالما وصف لغته بالسخاء والعصبية والشاعرية، وهو أمر غير مستغرب على كائن جسور مجّد التفكير من داخل الرعب، وزعم في كتاباته بأنه النبي المنذور للقضاء على روح التسفل عند الألمان، وإنقاذ الحضارة الغربية من الإنحطاط

إقرأ المزيد...



« السابق التالي »