طباعة    ايميل

ينبغيات العقل العربي
أبناء ابن رشد

يشبه الصادق النيهوم تراجيدبا التخلف العربي بحالة " القزم " المرضية التي لا علاج لمسبباتها التكوينية، فهي على درجة خطيرة من التجذر، إذ تحيل إلى جملة من الإختلالات الثقافية المتأصلة، والمتناغمة بنيويا مع طقوسية " جلد الذات " كما صار يمارسها طابور طويل من " نقاد العقل العربي " الذين أدمنوا بحس ( سادي- مازوخي ) تقليب وجوه الأزمة السياسية والإجتماعية والإقتصادية والنفسية

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

تقشير المرأة .. ترقيص البرتقالة
Tanzt die Orange


البرتقالة، حين اصطفاها علي البغدادي من بين الفواكه، وأسالها أغنية شعبية، ربما لم يخطر بباله أن يعارض قصيدة ريلكه " أرقصوا البرتقالة " Tanzt die Orange، ولكنهما على ما يبدو، تواطآ جماليا بشأنها، أي " البرتقالة " كرمزية مفتوحة، لتوليد الفرح والسعادة، عبر جملة من الإشارات الحسية، أو هذا ما حاول غاستون باشلار التأكيد عليه إزاء شاعرية الوعود التي تحملها ثمرة الفاكهة عموما فيما يسميه " حديقة الشاعر " فتفاحة الخطيئة، وبرتقالة السعادة،

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

قصيدة ترتدي الجينز

مفردة " الجينز " ليست مجرد كلمة كثيفة الحضور في القصيدة النثرية. إنها قيمة معاشية متحولة عبر اللغة إلى وحدة جمالية ذات دلالة. وهي بالتأكيد لازمة شعرية يصعب التغافل عنها، إذ يتجاوز التنويع على حضورها اللفظي مهمة عصرنة القصيدة، أو تمويضها بمعنى أدق، إلى إثرائها بدلالات اليومي، فبقدر ما يمثل حضور الـ ( بلو جينز ) في ( النص/الحياة ) دلالة صريحة على الشبابية والأناقة والترف والحداثة أحياناً، تبدو في أحيان أخرى كإشارة إلى كائن متشرد يماهي هامشيته بهامشية الحياة، كما تفترض قصيدة النثر، لدرجة أن ذلك التراكم المفرداتي والتعبيري أنتج ما يمكن الاصطلاح عليه بشعرية الجينز، بعد أن تم تأوين مصطلح " شاعرات الجينز " في أضابير الشعر الشعبي

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

سينما تاركوفسكي الشعرية


حين يتحدث المخرج السينمائي تاركوفسكي عن الشعر، فإنه لا يكتفي بالنظر إليه كنوع أدبي وحسب. لأن الشعر بالنسبة له هو حالة من حالات الوعي بالعالم. إنه طريقة خاصة للإتصال بالواقع. أو هكذا يصبح الشعر فلسفة ترشد الانسان طوال حياته. ومن هذا المنطلق الجمالي بالتحديد أكد على أهمية تضمين العمل السينمائي بالروح الشعرية، فقد أضفى على أفلامه لمسة شاعرية، إيماناً بسطوة الشعر على كل مظاهر الوجود، للتأكيد على وجوده كركيزة في كل الفنون، فنمط الحياة شعري أصلاً، بتصوره، أكثر مما هو ممثل أو مصور.وعليه فقد ارتأى أنه ليس من المصادفة أن تتبدى ذكريات الناس الأثيرة بالنسبة لهم ملونة بالشعر، ولم يكن من المستغرب أن يضمّن أحد أفلامه بقصيدة مقروءة بصوت والد

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

أرملة رجل حي

 

خمسمائة رسالة هي مختصر الحياة/التكاتب بين نيكوس كازنتزاكي وزوجته ايليني ، التي التقاها في أثينا سنة 1924 وهي لم تتجاوز الواحدة والعشرين فيما كان يخطو أول خطواته نحو العقد الخامس من عمره ، الى أن سمعت آخر كلماته " اني أشعر بالعطش " قبل أن يسلم روحه في المانيا بلحظات سنة 1957 ، لتمسك بيده اليسرى " الحريرية ، التي لم تتعرق " حسب وصفها في نهاية المذكرات التي جمعت فيها أيضا بعض مراسلاته ونصوصه غير المنشورة  لتصدرها في كتاب ، أرادها أن تكتبه هي دون غيرها " أكتبي عني كتابا … سوف تضعين كتابا عني يا لينوتشكا ، عليك أن تفعلي ذلك لأن الآخرين سوف يقولون عني أشياء كثيرة غير دقيقة . أنت الوحيدة التي تعرفينني جيدا

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

الشعر ... وعد يستحيل إنجازه


الشعر هو المغامرة المستمرة، إذ به يمكن، بل ينبغي تدمير الثقافة، وتدمير معابد التثقف للعودة إلى صحراء البداية ونقائها. هذا ما يستخلصه صلاح ستيتية الذي يعني بالثقافة، ذلك المصنّع والمعد المستثمر إجتماعياً خارج أي مغامرة فكرية، على اعتبار أن الشعر يرفض أي صيغة من صيغ التصنيع العاطفي أو الفكري أو حتى اللفظي، على العكس من الأدب الذي هو وليد الثقافة، وبالتالي فهو مثقل بالتمسرح الداخلي والحاحية الإقناع والإبتكار المزخرف

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

المقهى الطارد!!

كمشرد باريس، جورج أوريل، ووسط تظاهرات الطلبة المطالبين بتعديل قانون العمل الجديد، أتسكع في ساحة الباستيل بحثاً عن مارك سوتيه، أو عن مقهاه الفلسفي على الأقل، الذي كان يدير فيه قضايا فكرية، فلسفية الطابع، صباح كل أحد، لأتلمس بعض ما كان يحاوله حينها، أي قبل عقدين من الزمن، لتأخير موت الفلسفة، التي أصيبت هي الأخرى بالسطوة التنظيرية لعصر النهايات، ولكن يبدو أن إفطاري سيقتصر على قطعة من الكرواسان، والكابتشينو، دون أن تخترق رأسي فكرة جديدة، فهذا هو حال المكان الذي قطعت المسافات من أجله لإعادة تأمل ما يسمونه حضارة المقهى، يوم كانت مقاهي الحي اللاتيني - مثلا - تنافس السوربون في إنتاج الثقافة والمثقفين

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

رجاء عالم ... متعة التدوير اللغوي للمعرفة


بلغة مثيرة للتخرصات التأويلية تنسج رجاء عالم نصها الروائي، إتكاء على لغة هي مصدر المعرفة الموجبة للمتعة. ومن خلال ذلك المزج اللغوي المركب تعيد صياغة المادة التاريخية، فيما يبدو تأكيدا على رغبة أصيلة ومزمنة لتفكيك الموروث من منظور وعي ذاتي، كما تعمل من الناحية الفنية أيضا على تشييد اسلوبية جديدة تقتلع كل أثر لأسلوب الروي الخطي، لما فيه من الوعظية والإخبارية، وهو الأمر الذي يبدو واضحا من خلال ميلها الواضح لاستبعاد كل ما يوحي بأن روايتها تتبأر في وحدة مركزية قابلة لطمس بقية العناصر، فهي كما يبدو من تكرار تجاربها الروائية على وعي بنسيج الكتابة الداخلي وتعقيداتها كمعلومات وأحاسيس، تنأى بها عن انبساطية وتقليدية الأدوات، أو هذا ما تحاوله بتجريدية سردية

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

رجاء عالم .. النص البصمة


بحثا عن معنى خفي للحياة، غالبا ما تعبر رجاء عالم بأبطالها مغامرة صوفية، لكشف سر اللغز المراد غزو معناه، فصوفية رواياتها تعبير عن سحر القدر، من خلال نزوة شعرية لكائن يلهث خلف حقيقة متعددة الأبعاد، لأنها معنية باكتشاف الواقع قبل أن تمسخه الرؤية التي تواضع الناس فيما بينهم على النظر بها إلى الأشياء، إذ ترفض هذا العالم المعاد بناؤه، أي عالم الوصّاف والراوي في سبيل عالم لم يشرح فيه كل شيء، بمعنى أنها تحتمل من خلال سرديتها شيئا من التضاد المجازي، أي أن يكون للكائن أو الحالة أو الوجود المعاش أكثر من معنى قابل للتفسير بما يشبه الشطحة السردية

إقرأ المزيد...



طباعة    ايميل

الإختلاف .. تكرار إلى الأمام


لا تقاس عافية أي مشهد ثقافي بكم إنتاجه الإبداعي وضجيج أصواته المتشابهة، إنما بحراك زمرة مضادة ممن يعرفون بمثقفي الإختلاف. وتلك مهمة لا يتحمل شرف إدارتها المفكرون وحسب، بل يتقدمها فصيل من المبدعين أيضا، فكل تجمع ثقافي - مهما كان متواضعا - يخبئ في أنسجته ذوات معرفية وإبداعية مغايرة، تنذر نصها ( الفكري والجمالي ) لمساءلة القديم، والإنعطاف بالوعي والذائقة إلى جهة غير معرّفة، حداثية بالضرورة، على اعتبار أن الحداثة حضور داخل الزمن، ومحاولة واعية لموضعة الذات على حافة التناقض، إذ لا وجود لمنطقة آمنة عند الإحتكام إلى لحظة تغيير تاريخية يحسم المعنى الثقافي الكثير من استحقاقاتها

إقرأ المزيد...



« السابق التالي »